حرارة الملعب تثير غضب جماهير ريال مدريد
تسببت الشكاوى المتزايدة من جماهير ريال مدريد في أزمة جديدة لملعب سانتياجو برنابيو بعد تجديده بمليار يورو.
فمع إغلاق السقف المتحرك، تحولت المدرجات إلى ما يشبه “ساونا” خانقة بفعل الحرارة والرطوبة، وهو ما دفع الفريق الطبي للتوصية بفتح السقف حفاظًا على صحة الحاضرين.
هذه الأزمة ليست سوى جزء من سلسلة مشاكل بدأت تطفو على السطح، لتكشف أن المشروع العملاق يعاني من عيوب جوهرية تمثل صداعًا لإدارة النادي.
من السقف المغلق إلى العشب الميت
المشكلة الأبرز التي تواجه المشجعين هي الحرارة الخانقة عند إغلاق السقف، لكن الأمر لا يتوقف هنا.
على الصعيد الرياضي، تحولت فكرة “الملعب الحصن” إلى كابوس؛ فالفريق تعرض لهزائم قاسية أمام برشلونة وميلان بدوري الأبطال رغم إغلاق السقف.
وكأن ذلك لا يكفي، فإن أرضية الملعب نفسها تعاني، حيث فشل نظام سحب وتخزين العشب تحت الأرض في الحفاظ على جودته، مما أجبر الإدارة على استبداله عدة مرات خلال الموسم بتكلفة ضخمة.
أزمة الضوضاء وسكان تشامارتين
إلى جانب المشاكل الداخلية، امتدت الأزمة إلى خارج أسوار الملعب.
فقد تسببت الواجهة المعدنية الحديثة في تسرب الضوضاء بشكل مزعج خلال الحفلات والفعاليات، ما أثار احتجاج سكان حي تشامارتين.
هذا الضغط المجتمعي أدى إلى تدخل بلدية مدريد وفرض قيود صارمة على عدد الفعاليات وساعاتها، وهو ما يهدد نموذج الربح الذي راهن عليه النادي لتسديد القرض الملياري.
برشلونة يتفادى فخاخ البرنابيو
على بُعد مئات الكيلومترات، يراقب برشلونة الوضع بحذر.
ورغم مشاكله المالية وتأخر أعمال بناء كامب نو، إلا أن قراراته الهندسية أظهرت حكمة أكبر:
- لا وجود لنظام تخزين العشب تحت الأرض.
- السقف يغطي المدرجات فقط دون إغلاق كامل للملعب، لتجنب أزمة الحرارة.
التقشف المالي ربما أجبر برشلونة على التواضع في تصميماته، لكنه في النهاية جنّبه كوارث هندسية وقع فيها غريمه التقليدي.
دروس من أزمة البرنابيو
ما يحدث اليوم في سانتياجو برنابيو يكشف عن فجوة كبيرة بين الطموح التكنولوجي و النجاح العملي.
ريال مدريد أراد بناء “ملعب المستقبل”، لكنه انتهى بملعب مذهل شكليًا، مليء بالعيوب التي تزعج الجماهير، تؤثر على أداء الفريق، وتهدد الخطة المالية للنادي.